مائة سنة واثنتين وثلاثين سنة، وكان السبب في ذلك أن الأرضة كانت قد أثرت فيه كثيراًن فنقل ذلك للسلطان فأمر بعمل منبر جديد وجهزه في هذه السنة.
وفيها كانت الوقعة بيت تمرلنك وبين طقتمش خان فدام القتال ثلاثة أيام، ثم انكسر طقتمش خان ودخل بلاد الروس واستولى تمرلنك على القرم وحاصر بلد كافا ثمانية عشر يوماً ثم استباحها وخربها.
وفيها وقع بين بني حسن وقواد مكة وقعة في الوادي بمر، فقتل علي بن عجلان أمير مكة في المعركة فأفرج السلطان عن حسن بن عجلان في ذي القعدة وقرره في سلطنة مكة وخلع عليه وأذن له في لحاق الحاج، وأرسل صحبته يلبغا السالمي فسافرا في السابع من ذي القعدة.
وفي أواخر ذي القعدة عاد السلطان استاداره جمال الدين في بيته بالموارثين، فقدم له تقادم كثيرة فأخذ بعضها ورذ الباقي، وفي أواخر هذه السنة رحلت إلى ثغر الإسكندرية فسمعت بها من تقي الدين ابن موسى آخر من كان بها يروي حديث السلفي بالسماع المتصل، وسمعت من جماعة من أصحاب ابن الصفي وطبقته، وأقمت بها إلى أن رحلت هذه السنة ودخل في التي يليها عدة أشهر.
وانتهت زيادة لنيل إلى أصابع من عشرين ولم يزدد الأمر إلا شدة ولا السعر إلا غلو فبلغ القمح ثمانين درهماً، قيمتها من الذهب أكثر من ثلاثة مثاقيل، والفول والشعير أربعة وخمسين، والتبن عشرة الحمل، والأرز كل قدح درهمين، والخبز درهمين كل رطل.