عاد طالبه فأجاب بأنه تصدق بها وأصر على ذلك فأسرّها الظاهر في نفسه إلى هذه الغاية.
وفي العشرين من شوال استقر جمال الدين في نظر الجيش مضافاً إلى القضاء ومشيخة الشيخونية وعظم شأنه وكثر تردد الناس إليه، ويقال إنه بذل في ذلك مالاً كثيراً.
وفيها كائنة سعيد المغربي وكان مقيماً بقبة جامع طولون، وللناس فيه اعتقاد زائد، وكان السلطان يزوره ويعظمه ويقبل شفاعته، فكثر تردد الأكابر عليه ثم إنه سافر إلى العراق، فلما عاد دخل للسلام على السلطان، وذلك في العشرين من جمادى الآخرة، فلما انصرف ذكر بعض البازدارية أنه رآه عند نعير أمير العرب، فغضب السلطان وتخيل أنه جاسوس، فأرسل إليه من قبض عليه وكان آخر العهد به.
وفي آخر شوال استقر تاني بك أمير آخور ونقل بكلمش إلى مرتبة أخرى فاستقر أمير سلاح.
وفي سلخ شوال أمر أصحاب العاهات والقطعان أن يخرجوا من القاهرة ثم أذن للقطعان بالعود.
وفي آخر ذي الحجة عزل الشهاب النحريري عن قضاء المالكية، واستقر ناصر الدين ابن التنسي نقلاً من قضاء الإسكندرية.