جلال بن أحمد بن يوسف بن طوع رسلان الثيري - بكسر المثلثة وسكون التحتانية بعدها راء - الشيخ العلامة جلال الدين التباني، وقيل اسمه رسولا قدم القاهرة قديماً، وذلك في أواخر دولة الناصر وأقام بمسجد بالتبانة، فغلبت عليه النسبة إليها، وكان يذكر أنه سمع صحيح البخاري على علاء الدين التركماني، وتلمذ للشيخين جمال الدين ابن هشام وبهاء الدين ابن عقيل، فبرع في العربية وصنف فيها وتفقه على القوام الأتقاني والقوام الكاشي وانتصب للإفادة مدة، وشرح المنار، ونظم في الفقه منظومة، وشرحها في أربع مجلدات، وعلق على البزودي، واختصر شرح البخاري لمغلطاي، وعلق على المشارق والتلخيص، وصنف في منع تعدد الجمعة، وفي أن الإيمان يزيد وينقص، ودرس بالصرغتمشية والالجهية وغير ذلك، وعرض عليه القضاء مراراً فامتنع، وأصر على الامتناع، ومات في ثالث عشر شهر رجب، وهو والد صاحبنا العلامة شرف الدين يعقوب.
جنتمر ويقال جردمر أخوطاز، تنقلت به الأحوال في الخدم إلى أن استقر أتابكاً بدمشق، وحبس في صفد مدة، ثم أطلقه الناصري وناب عنه بدمشق في غيبته، ثم أمسكه منطاش بعد إمساك بزلار، ثم كان ممن قام على برقوق لما حاصر دمشق، ثم تغير عليه منطاش وسجنه، فلما استقام الأمر للظاهر طلبه إلى مصر فقتل مع عشرة، وكان شكلاً حسناً شجاعاً حسن الرأي والتدبير محمود السيرة رحمه الله.
صلاح بن علي بن محمد بن علي العلوي الزيدي الإمام، ولي الإمامة بصعدة وحارب صاحب اليمن مراراً، وكاد أن يغلب على المملكة كلها، فإنه ملك لحج وأبين، وحاصر عدن وهدم أكثر سورها وحاصر زبيد فكاد أن يملكها ورحل عنها، ثم هادنه الأشراف وصار يهاديه