وفي آخر صفر أحضر شهاب الدين أحمد بن محمد بن الحبال قاضي الحنابلة بطرابلس، وضرب بين يدي السلطان الظاهر بسبب قيامه مع منطاش وفتواه لأهل طرابلس بقتال الظاهر، وأمر بسجنه ثم شفع فيه فأطلق، وقد ولى هذا قضاء الشام في دولة الملك الظاهر ططر بعناية علم الدين ابن الكويز كاتب السر إذ ذاك بصحبته إياه من طرابلس.
وفيها قدم رسول سولى بن دلغادر بهدية ومفاتيح سيس وكتاب اعتذار عن أخذها، ويسأل عمن يسلمها له.
وفي شوال أعيد ابن فضل الله إلى كتابة السر واستقر ناصر الدين محمد الفاقوسي في توقيع الدست عوضاً عن ناصر الدين محمد بن علي بك الطوسي.
وفيها أرسل السلطان الشيخ شمس الدين الصوفي ناظر المارستان يستكشف أخبار منطاش، فوصل إلى حلب ورجع في ربيع الأول فأخبر أن منطاش توجه إلى صنبوا شارداً من العساكر.
وفيها في جمادى الآخرة ادعى شخص مسخرة عند السلطان على أمير يلك بن أخت جنتمر أخو طاز بأنه غرمه ستمائة ألف درهم وأغرى به منطاش حتى ضربه بالمقارع فأمر به الظاهر فجرد وضرب بالمقارع نحو المائتي شيب وسلمه لوالي القاهرة فأرسل إلى الخزانة ودس عليه من خنقه، فمات في ليلته ليلة خامس عشرية.
وفي جمادى الآخرة منها ظهر كوكب كبير بذؤابة طول رمحين أو ثلاثة رماح، قليل النور، فصار يظهر من أول الليل إلى أن يغيب نصف الليل، وكان قد ظهر مثله في سنة