فلم يحتج خصمه إلى إقامة بنية بل أمر السلطان بضربه فضرب بحضرته بالمقارع نحو الخمسين شيباً وسلم للوالي وكان قد بالغ في الإساءة على الظاهر لما حاصر دمشق فحقد عليه فأمر الوالي بضربه عنده فكرر عليه الضرب مرات، وبالغ في إهانته وآل أمره إلى أن ضرب بالمقارع مرة نحو المائتي شيب - ثم حبس فمات بعد قليل، قيل إنه خنق وادعى جمال الدين الهذباني على أمير ملك بن جنتمر قريب بيدمر بمال فأمر السلطان بضربه، فضرب بين يديه بالمقارع وتسلمه الوالي - فمات في يده.
وفي هذا الشهر استقر قاسم ابن كمشبغا أمير طبلخاناة وهو ابن سبع سنين أو نحوها.
وفيه تتبع الوالي المماليك الأشرفية ممن كان مع بركة ثم منطاش فأفناهم قتلاً وخنقاً، فمن قتل صرى تمر نائب الغيبة لمنطاش وتكا الأشرفي ودمرداش اليوسفي ودمرداش القشتمري وعلي الجركتمري وجنتمر أخو طاز الذي كان نائب الشام في أيام منطاش وتقطاي الطواشي الطشتمري الرومي أحد الشجعان، ضربت رقابهم بالصحراء ظاهر القاهرة.
وفي شعبان أيضاً قتل فتح الدين ابن الشهيد كاتب السر أحد الفضلاء، رحمه الله وقتل حسين ابن الكوراني بخزانة شمائل في هذا الشهر أيضاً، وممن قتل أيضاً أحمد ومحمد ابنا بيدمر وأحمد ابن محمد بن المهمندار وأرغون شاه وآقبغا المارداني وآقبغا الدباج وآلابغا العثماني.