وجعل باباً إلى المدرسة فصار الناس يستطرقون منه، وكان أحد قاعات المدرسين، وسدت الطرق إلى الأسطحة والمؤاذن وأبطل الأذان على المنارتين، وجعل على الباب الذي فتح، كل ذلك لما حدث من منطاش ومن بعده من اتخاذهم المدرسة المذكورة عدة لمن يحاصر القلعة، ودام ذلك دهراً طويلاً إلى أن أمر الأشرف قبل الثلاثين وثمانمائة بفتح الباب الكبير وإعادة السلم والبسطة فأعيد جميع ذلك.
وفيه ضرب حسين بن باكيش بالمقارع، واستمر في الحبس إلى أن وسط في شعبان، واستقر يلبغا المجنون كاشف الوجه القبلي، وضرب القاضي شمس الدين بن الحبال قاضي طرابلس تأديباً بسبب فتيا أفتى بها لمنطاش في حق السلطان.
وفي ثالث عشر ربيع الأول توجه يلبغا السالمي على البريد لتقليد نعير إمرة العرب، فسمع في هذه السفرة على أبي هريرة ابن الذهبي الأربعين التي أخرجها له أبوه، وحدث بها بعد ذلك.
وفي رابع جمادى الأولى وصل ايتمش من دمشق إلى القاهرة، فتلقاه نائب السلطنة وأكرمه السلطان ومن دونه، ووصل صحبته جمع كثير من الأمراء المسجونين بدمشق الذين كانوا قد خرجوا عن الطاعة وقاتلوه ومنعوه من دخول دمشق وأساؤا في حقه، منهم آلابغا الدوادار وجنتمر أخوطاز، وأمير ملك بن أخت جنتمر، ودمرداش اليوسفي وتمام سنة وثلاثين أميراً فسجنوا، ثم أطلق منهم جبريل الخوارزمي بشفاعة نعير، ووصل صحبته أيضاً