عليه، فلما اجتمع بالسلطان خلع عليه وعلى أولاده الثلاثة، فزينت لهم البلد وأظهروا من الفرح به ما لم يكن في البال حتى أطبق أكثر الناس على أنهم ما رأوا مثل ذلك اليوم من كثرة استبشار الناس به، وهرع الناس بعد للسلام عليه وأرجفوا بولايته وتنافسوا في ذلك، فأقام أياماً ثم استأذن في الزيارة فأذن له، فحصل له بسط زائد وابتهاج وعاد بغير شيء، ثم تكرر ذلك إلى أن أظهر أنه لا أرب في ولاية من الولايات وإنما يريد أن يشتي بالقاهرة ويصيف بالشام، فسكت عنه، ثم بدا له أن يستأذن في الرجوع فأذن له فودع، وسار قبل أن يستهل رجب، وحصل لأصحاب الوظائف طمأنينة زائدة بعد قلق كثير، لأن كلاً منهم ما كان يدري ما يؤل أمره معه، وأعطى السلطان لولده الكبير بالشام - إمرة.
وفيه رافع ولد القاضي شهاب الدين ابن الرسام الذي كان قاضياً بحماة ثم بحلب، وكان ولده هذا يتقاضى الإشغال بباب والده، ثم توصل إلى التعرف بالسلطان لما كان في السفرة الأخيرة من دولة الأشرف بحلب، ثم إنه حضر ورافع في كاتب السر بحلب وهو زين الدين عمر بن شهاب الدين بن السفاح وفي نائب القلعة ووالي القلعة ومباشر القلعة أنهم استولوا على الحواصل السلطانية في إمرة تغري برمش الذي كان نائباً بها وخرج لما خلع الملك العزيز وآل أمره إلى القتل كما تقدم، فاحضر الأربعة مع البريدية وحبسوا بالبرج، ثم أذن لنائب القلعة تغري برمش الفقيه في محاسبتهم، فتقرر عليهم خمسة وعشرين ألف دينار وأطلقوا ليحصلوها، واستقر الذي رافع فيهم في نظر الجيش وكتابة السر جميعاً، وسافر ومعه زوجته ألف بنت القاضي علم الدين صالح ابن شيخنا البلقيني، فلما كان بعد سفره بعشرة أيام