محمد بن عمر بن علي الطنبدي القاضي جمال الدين المعروف بابن عرب، مات في ليلة الخميس الثامن من شهر رمضان وهو في عشر المائة، ولد بعد الخمسين بيسير، واشتغل وقرأ القرآن وحفظ التنبيه، ثم وقع على القضاة وهو في العشرين، رأيت خطه في الشهادة على أبي البقاء السبكي سنة 73 فأداها بعد سبعين سنة وزيادة، ثم ولي حسبة القاهرة ووكالة بيت المال غير مرة، وأذن له في الحكم نيابة عن القاضي الشافعي، ثم اقتصر على النيابة بعد الثمانمائة واستمر، وجرت له خطوب، وانقطع باخرة في منزله مع صحة عقله وقوة جسده، وكانت أكثر إقامته ببستان له بجزيرة الفيل، ثم توالت عليه الأمراض وتنصل - إلى أن كان في هذه السنة فإنه سقط من مكان فانكسرت ساقه، فحمل في محفة من جزيرة الفيل إلى القاهرة، فأقام نحو أربعة أشهر ومات، وهو أقدم من بقي من طلبة العلم ونواب القضاة الشافعية.
محمد بن محمد بن محمد بدر الدين ين زين بن شمس الدين الدميري المالكي، كان جده ناظر المارستان وولي الحسبة وكذا والده واستمر هو في مشارفته، وكان مشكور السيرة كثير الحياء والتودد للناس، مات في رمضان وكثر الثناء عليه ولم يبلغ الخمسين.
محمد بن محمد بن بدير زوج أخت الذي قبله بدر الدين العباسي المعروف بالعجمي، وكان رفيق الذي قبله بالمارستان مشكور السيرة أيضاً محبباً إلى الناس، وكثر التأسف عليهما، مات في شوال.