ستة خمس وأربعين وثمانمائة

المحرم أوله - يوم الاثنين، وهو الرابع من بونة من أشهر القبط، وقد زاد النيل بخلاف ما جرت به العادة بحيث كانت الزيادة بعد ما تناهى النقص أكثر من ذراعين -، وانقطع جسر بحر - بني المنجا، واهتم السلطان بأمره وبأمر بقية الجسور، واستمرت الزيادة في النيل إلى الثامن منه، فغرقت كثير من الأمقنة التي في الجزائر وحصل لأصحابها جوائح.

وفي الثالث منه ولد للأمير الكبير يشبك ولد من بنت الملك الظاهر ططر، ولم يولد له ولد قبله، فسر به وأفرط هو وأهله فيما صنعوا من الوليمة لأجله، فلم ينشب أن مات يوم السبت - السادس عشر من الشهر، فاشتد أسفهم عليه وحزنهم لكنه هو تجلد، وكان السلطان لما بلغه سرورهم به أعطاه إمرة وأرسل إليه خيلاً ورقيقاً.

وفي الخامس عشر منه قدم ثلاثة مشايخ من دمشق، وهم عبد الرحمن بن قريح الطحان وناظر الصاحبية، وعلي بن إسماعيل بن بردس، وكان السلطان طلبهم من دمشق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015