ولد في حدود الستين، واشتغل قديماً ولقي المشايخ، وسمع من كثير من شيوخنا، وقرأ بنفسه ولم يكثر، وسمع معي بالقاهرة والإسكندرية وكان صاحب فنون، وقد جمع مجاميع كثيرة، وشرح العمدة، وكتب على التسهيل، واختصر كثيراً من الكتب المطولة، وسكن مصر بجوار جامع عمرو بن العاص وانتفع به المصريون وسكن الشيخ أبي عبد الله الجبرتي بالقرافة مدة، وكان حسن المحاضرة محباً في الصاحلين حسن المعتقد، وكان لما ولي تدريس المسلمية بمصر في سنة ثلاث وثمانمائة بعد موت شمس الدين ابن مكين نوزع فيه بأن شرط الواقف أن يكون المدرس في حدود الأربعين، فأثبت محضراً بأن سنه إذ ذاك خمس وأربعون سنة، فعلى هذا يكون مولده سنة 758؛ ومات في ليلة السبت الرابع عشري من ذي الحجة، فيكون أكمل ستاً وثمانين سنة، وكان قد عرض له عرق جذام، واستحكم به واشتد قرب وفاته.