وفي يوم السبت سادس عشرين وصل رسول ملك الشرق شاه رخ ابن اللنك، وكان الخبر بوصوله وصل قبل ذلك، وأنزل في بيت جمال الدين الأستادار بين القصرين، وزينب البلد لذلك زينة عامة في جميع الحارات، وبالغوا في ذلك أعظم من زينة المحمل، ثم أحضر الرسول يوم الاثنين وقرئ الكتاب الواصل صحبته بالقصر الكبير بمحضر من الامراء والقضاة والمباشرين، ومحصله الجواب عن الكتاب الواصل إليه والسرور به وقبول الهدية وتجهيز هدية صحبة الرسول المذكور، وعرضت في القصر على رؤوس أربعين من الحمالين في الأقفاص، ثم أمرهم السلطان بعد ذلك برفع الزينة بعد أن كان أشيع أنها تقيم شهراً وأكثر، والسبب في رفعها ما اشتهر من المفاسد التي تقع في الحوانيت وغيرها في الليل.
وفي هذا الشهر نازل إينال الحسني الذي كان أمير المدينة ومعه جمع كثير من العربان المدينة، فخرج إليه أميرها سليمان ومعه جمع قليل، فحصل النصر للفئة القليلة، وقيل: كان قصد إينال نهب المدينة فخذل وانهزم ورجع سليمان منصوراً.
شهر جمادى الأولى - أوله الثلاثاء بالرؤية، ووافق الشهر القبطي بابة.
وفي الثامن منه مات ولد الرسول الذي مات أبوه - بغزة وكانت له جنازة حافلة حضرها كبار الأمراء والمباشرين.
وفي ليلة الجمعة قرئت عند قبره ختمة واحتفل السلطان بسبب ذلك، ثم حضر الرسول الذي بقي، وعمل له ضيافة حافلة وخلع عليه خلعة هائلة، وذلك في الثاني عشر، وأمر الأمراء أن يضيفوه كل يوم واحداً بعد واحد، فبدأ الأمير الكبير ثم ولد السلطان.