برسباي السلطان الملك الأشرف، مات في عصر يوم السبت بعد أن أقام أكثر من عشرين يوماً ملقى على قفاه لا حراك به إلا في بعض الأحيان يحرك بده كالعابث أو ينطق بما لا يفهم، وصار يجرع السويق ونحوه بالمسعط، فلا ينزل إلى جوفه من ذلك إلا اليسير، وكان قبل ذلك قد أفرط به الإسهال حتى انحطت قوته، ثم عرض له الصرع فأقام في أول مرة زماناً طويلاً بحيث أرجف بموته ثم أفاق منه مختبلاً، ثم عاوده بعد سبعة أيام فازداد انحطاطاً، واستمر يعاوده حتى يئس منه كل من حوله من النساء والرجال والأطباء، وفي كل نوبة من الصرعة يرجف بموته ويتهيا الناس لذلك ثم يتحرك، وكان في غضون ذلك في أوائل ذي الحجة خرج وجلس على لسانه مع بعض الحاشية يأمرهم أن يحلفوا لولي العهد ولده يوسف الملك العزيز، قكان أول من حلف ممن حضر تمربائي الدويدار ثم إينال المشد ثم على باي الخازندار، ثم تواردوا على الإيمان لولي العهد ولنظام الملك فعرضوهم طبقة بعد طبقة إلى أن تعالى النهار جداً، ثم انصرفوا واصبحوا على ذلك فأرسل كل قاض نائباً من عنده حضر التحليف، والمباشر للتحليف القاضي شرف الدين سبط ابن العجمي نائب كاتب السر، فاستوعبوا في يومين آخرين من بقي،