وفي الثامن عشر منه أو في النيل وكسر الخليج وصادف التاسع عشر من مسري، وباشر ذلك يوسف بن السلطان، ووصل رأس قرمش الأعور - وكمشغبا الظاهري - فعلقتا بباب زويلة، ثم أمر السلطان أن تلقيا في السراب الحاكمي، وكان قبض عليهما بيد خجا سودون المؤيدي - بعينتاب، وكان جمعاً عسكراً وكبساً العسكر المصري فكسروا وأسروا -.
وفي هذه السنة رخص العسل النحل إلى أن بيع بتسعمائة القنطار وعادته ألف وخمسمائة، وكانت جميع الغلال وأصناف المطعومات والفواكه رخيصة، وجاء الزرع في غاية الخصب والنماء في الزرع بالغ جداً، واستمر وقوع الفناء في عسكر اللنكية فرجعوا إلى بلادهم، ووصل الحاج فشكوا من أميرهم كثيراً فلم ينجع ذلك، ومن جملة قبائحه التي حكوها أنه طلب من التجار في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة مالا يجبى منهم فامتنعوا، فرحل بالناس في آخر الحادى عشر ليفوت عليهم البيع بمنى في الثامن عشر والثالث عشر، فكانت من أفحش الفعلات فإنه فوت عليهم المبيت والرمي.
واستهل صفر ليلة الأربعاء، واستهل ربيع الأول ليلة الخميس، وفي شهر ربيع الأول قام الشيخ ناصر الدين محمد بن علي الطبناوي في هدم الدير الذي في بحرى، وحضر المولد النبوي، وأخرج محضراً يتضمن أن النصارى يحجون إليه في كل