الدين البشيري مدة طويلة، ثم استقل البشيري بالوزارة، واستمر هو إلى أن مات، وقد أحضره المؤيد ليحاسب الهروي على ما احتاجه من أموال القدس والخليل، فسأله عن مولده فقال: لي الآن اثنان أو ثلاث وثمانون سنة، وكان ذلك في سنة 22 وكان قد أسن وارتعش، ومات مفصولاً قبل موته بدون السنة، وكان يحب أهل الخير ويكثر الصدقة ويتبرأ من تناول المكس والأكل من ثمن ما يكون منه وكان يقول: أنا أستدين جميع ما آكله وألبسه حتى لا أتعاطى الحرام بعينه والله أعلم بغيبه.
علي بن رمح بن سنان بن قنا نور الدين، تفقه، وسمع من عز الدين ابن جماعة وابن القارئ وغيرهما ولكنه لم ينجب وصار بآخرة يتكسب في حوانيت الشهود إلى أن مات، وهو أحد الصوفية بالخانقاه البيبرسية، جاز الثمانين.
علي بن محمد بن محمد بن سالم بن موسى بن سالم بن أبي المكارم بن إسماعيل بن عبد السلام إمام الدين بن العميد. والعميد لقب عبد السلام المذكور، وكان العميد قاضي دمياط، وولي عدة من آباء إمام الدين القضاء، ثم ولي هو قضاء دمياط مدة ثم ولي قضاء المحلة، وكان عارفاً بالشروط قليل العلم، وجلس مع الموقعين مدة وناب في الحكم بالقاهرة، وكان بشوشاً جميل المعاشرة خبيراً بأمور الدنيا، مات في مستهل شعبان وله خمس وسبعون سنة.
عمر بن عبد الله بن عامر بن أبي بكر بن عبد الله سراج الدين الأسواني نزيل القاهرة، تعاني الآداب وسلك طريق المتقدمين في النظم، وكان عريض الدعوى كثير الازدراء لمن ينظم الشعر من أهل عصره، لا يعد أحداً منهم شيئاً ويقول: شعرهم بعر مقزدر، هو يقول: من يجعل لي خطراً على أي قصيدة شاء من شعر المتنبي حتى أنظم أجود منها!