إقطاعات بقية الأمراء المجردين صحبة الطنبغا القرمشي ووقع التباين بين الطائفتين، وكانوا أرسلوا إلى العرب والتركمان الكبكية يأتونهم، فصادف وصولهم يوم نزول العسكر بعين مباركة، وكان نائب القلعة شجاع الدين أحس بالشر من يشبك فأخذ حذره منه وحصن القلعة، فأراد يشبك بحلب فلم يظفر به فخرج طالباً العسكر، فرمى عليه نائب القلعة بالحجارة والسهام فسار وهو يرعد ويتوعده، فما أحسن العسكر المصري إلا وقد طرقهم بمن معه ظناً منه أنه يأخذهم على غرة، وفطنوا به فظفروا به وقتل في المعركة ورجعوا إلى حلب، وكان يشبك المذكور سيئ السيرة حتى أن بعض مماليكه خرج إلى كفر نوران لمهم لأستاذه فرجع فافترى عليه كذبة فلم يكذب أستاذه الخبر ورجع بعسكره، فأوقع بهم فأبادهم قتلاً ونهباً وفسقاً وسبى الذرية، وأحضر أربعة عشر نفساً من شيوخهم وكهولهم فصلبهم.

وفي حادي عشر صفر وصل سيف يشبك اليوسفي الذي كان شاد الشربخاناه - ومات المؤيد وهو نائب حلب - وقرينه رأسه، أرسل ذلك الأمراء الذين قتلوه، واتفق الطنبغا القرمشي وجقمق نائب الشام ومن معهم على مباينة المصريين، ثم وقع بينهم الخلف ومال القرمشي إلى المصريين.

وفي صفر خلع على الدويدار الكبير على باي وعلى كاتب السر ابن الكويز بنظر المؤيدية وحضراها، وعلى أمير آخور تغرى بردى بنظر الظاهرية، وعلى راس نوبة بنظر الشيخونية، وعلى إينال الأزعري بنظر جامع الأزهر وعمرو بن العاص، وباشروا وظائفهم.

وفي ربيع الأول أخرجت إقطاعات الأمراء المخالفين وجددت الأيمان للمظفر وللقائم بدولته ططر، وكتب له تفويض عن الخليفة وشهد فيه القضاة ثم حكموا بصحته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015