وفيه نودي في الجند أن يحضروا ليعاد م ما كان قبض منهم بسبب التجريدة من المال من أيام المؤيد ومباشرة الهروي القضاء، فعظم فرحهم بذلك ودعاؤهم وشرع في إعطائهم ذلك.
وفي النصف من المحرم خلع على الأمير ططر خلعة معظمة واستقر نظام المملكة، واستقر تغري بردي بن قصروه أمير آخور وجاني بك الصوفي أمير سلاح وعلي باي دويدارا كبيراً عوضاً عن مقبل، ولقب ططر نظام الملك، وخلع على جماعة آخرين من الأمراء.
وفي الثاني عشر منه استقر إينال الأزعري حاجب الحجاب وخلع على القضاة باستمرارهم وعلى كاتب السر وناظر الجيش وناظر الخاص وناظر الإصطبل بالاستقرار أيضاً، ثم استعفى ناظر الجيش من وظيفته فروجع فصمم وتوجه إلى الجيزة فأقام بها، فلما كان في الخامس والعشرين منه قرر في كتابة السر وقرر كاتب السر في نظر الجيش وباشرا ذلك جميعاً، ولبس كمال الدين الخلعة بذلك، في هذا اليوم وتأخر لبس ابن الكويز الخلعة إلى يوم الاثنين تاسع عشري الشهر أو سلخه.
واستقر مرجان الخازندار في نظر الجوالي.
وفي السابع والعشرين من المحرم توجه يشبك الأستادار إلى الصعيد لدفع المفسدين من العرب واستخلاص الأموال من الفلاحين.
وفي أواخر الشهر خرج الأمراء المجردون من حلب، وكان المؤيد أرسلهم في الظاهر لحفظ البلاد من قرا يوسف، وفي الباطن لإمساك يشبك، وأحسن يشبك بذلك فأخذ حذره منهم ولم يتمكنوا منه، فلما بلغتهم وفاة المؤيد سافروا قاصدين القاهرة فلم يودعهم نائبها يشبك اليوسفي، فبلغهم أنه يريد الغدر بهم فحذروا منه، وتبعهم هو فتتبع آثارهم ظاناً أنهم على غفلة عنه فكبسهم فوقع الحرب بينهم، فكبا به فرسه فظفروا به فقتلوه، ورجعوا إلى حلب وقرروا الطنبغا الصغير في إمرتها وتوجهوا إلى جهة دمشق، فلما بلغ ذلك ططر في ربيع الأول أخرج إقطاع الطنبغا هذا وأوقعت الحوطة على حواصله، ثم أخرجت إقطاعات بقة الأمراء فاستقر تاني بك ميق أتابكا على إقطاع القرمشي، ثم أخرجت