عبد الله امرأة ابن المستوفي المغينة كان يعرفها قبل ذلك فأخفته، ثم دلهم عليه بعض الناس فكبسوا البيت فوجدوه قد اختفى في البادهنج فأمسكوه واطلعوه إلى القلعة فتولى أينبك تقريقه على الذخائر وضربه تحت رجليه نحواً من سبعين ضربة بالعصي، ثم خنق في خامس ذي القعدة ودفن بالقرب من الست نفيسة ثم نقل إلى تربة أمه. وكان الأشرف هيناً ليناً محباً في المال في أهل الخير والفقراء والصلحاء والعلماء مذعناً للأمور الشرعية، ملك أربع عشرة سنة وشهرين ونصفاً، وكانت الدنيا في زمانه طيبة آمنة.

وفيها ظهر رجل بدمشق يقال له: حسن النووي، يدعى إخراج الضائع فكان يتحيل في الإطلاع على بعض الأمور فيخبر بها، فارتبط عليه الناس إلى أن سئل عن سرقة فدل على رجل فظهرت عند غيره فاستفتى عليه فأفتى بتأديبه فضربه الحاجب وشهره.

وفيها ظهر بدمشق نجم كبير له ذؤابة طويلة من ناحية المغرب وقت العشاء، وفي آخر الليل يظهر مثله في شرقي قاسيون.

وفيها شكى أهل بعلبك من نائبهم فولى نائب دمشق غيره فوصل من مصر نائب غيره، فقيل لهم إنه أخو الذي شكوا عليه وإنه أضمر لهم سوءاً، فباتوا منه وجلين فمات في الطريق قبل أن يصل إليهم وفرج عنهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015