به ابن العجمي؟ فاستفهم السلطان فاخبره، ثم آل أمره إلى أن الوزير شفع في المحتسب عند كاتب السر وأحضره عنده وأصلح بينهما.
وفي رابع صفر قدم العالم شمس الدين محمد بن حمزة بن محمد، الحنفي، الرومي المعروف بابن القناري قاضي الممالك الرومية وكان قد حج في العام الماضي وعاد إلى القدس، فاستقدمه السلطان ليستفهمه عن أحوال البلاد فقدم وأكرم، وحضر يوم الخميس للمولد السلطاني بعد أن طلب مرة بعد مرة، فما وصل حتى دخل الليل فالس تحت شيخ المؤيدية ابن الديري، وأشار لهم المؤيد أن يتكلموا في شيء من العلم، فتكلموا فلم ينطق القناري، ثم توجه بعد صلاة العشاء ثم أحضر المولد الخاص ودارت معه مباحث نفيسة، وكان ممن حضر ابن العجمي فتكلم بشيء أنكره عليه كاتب السر وواجهه بتكفيره، فأصبح منزعجاً يحصل الكتب التي تشهد له بصحة ما قال، وعادت العداوة كما كانت أو أشد.
وفي خامس ربيع الأول أبل أبو بكر الأستادار من مرضه قليلاً وركب واستصحب تقدمة قيمتها ثلاثون ألف دينار فخلع السلطان عليه، ونزل إلى بيته فانتكس فأقام أربعة أيام ومات، فتكلم السلطان مع الوزير أن يفوض الأستادارية بغير إمرة، فأبى إلا بتقدمة فصاح السلطان عليه وقال: تقدمة للوزارة وتقدمة للأستادارية؟ هذا لا يكون ثم أعرض عنه واستدعى شخص يقال له يشبك الإينالي، وكان أرسله قبل ذلك لكشف التراب فسار بالناس سيرة سيئة فشكوا منه فعزل، فاختاره الآن للأستادارية الكبرى فقرره فيها وخلع عليه، وقرر الوزير في أستادارية ابنه إبراهيم، ثم انتزعت منه بعد قليل وقرر فيها يوسف الحجازي الذي كان يدبر أمر طوغان، وأعطى ولده صلاح الدين الحاجب إمرة طبلخاناة.