وفي أول شعبان وجد السلطان في مجلسه ورقة فيها شعر وهو:

يا أيها الملك المؤيد دعة ... من مخلص في حبه لك ينصح

انظر لحال الشافعية نظرة ... فالقاضيان كلاهما لا يصلح

هذا أقاربه عقارب وابنه ... وأخ وصهر فعلهم مستقبح

غطوا محاسنه بقبح صنيعهم ... ومتى دعاهم للهدى لا يفلح

وأخو هراة بسيرة اللنك اقتدى ... فله سهام في الجوارح نجرح

لا درسه يقرأ ولا أحكامه ... تدري ولا حين الخطابة يفصح

فافرج هموم المسلمين بثالث ... فعسى فساد منهم يستصلح

فعرضها السلطان على الجلساء من الفقهاء الذين يحضرون عنده فلم يعرفوا كاتبها وطارت الأبيات، فأما الهروي فلم ينزعج من ذلك، وأما البلقيني فقام وقعد وأطال البحث والتنقيب عن ناظمها، فتقسمت الظنون واتهم شعبان الأثاري وكان مقيماً بالقاهرة وتقي الدين ابن حجة وشخص ينظم الشعر من جهة بهاء الدين المناوي أحد نواب الشافعي وغيرهم وكانت هذه الأبيات ابتدأ سقوط الهروي من عين السلطان وكانت قد أعجبت السلطان حتى صار يحفظ أكثرها ويكرر قوله: أقاربه عقارب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015