ودرس بغير مكان، وكان حسن الخط والعشرة كريم النفس، كتب بخطه كثيراً؛ ومات في جمادى الآخرة.
محمد بن محمد بن محمد، المخزومي الإسكندراني، فتح الدين، سمع من ابن نباتة سيرة ابن هشام وحدث بها عنه بمكة، وكان يتعانى التجارة فنهب مرة وأملق وأقام بزبيد ينسخ للملك الأشرف، ثم حسنت حاله وتبضع فربح، ثم والى الأسفار إلى أن أثرى وجاور بمكة، ثم ورد في البحر قاصداً القاهرة؛ فمات بالطور في أوائل شعبان.
محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، الشيرازي الشيخ العلامة مجد الدين، أبو الطاهر الفيروزابادي، كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه، ويذكر أن بعد عمر أبا بكر بن أحمد بن أحمد ابن فضل الله بن الشيخ أبي إسحاق، ولم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في ذلك مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب، ثم ارتقى الشيخ مجد الدين درجة فادعى بعد أن ولي قضاء اليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق وزاد إلى أن رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه محمد الصديقي، ولم يكن مدفوعاً عن معرفة إلا أن النفس تأبى قبول ذلك، ولد الشيخ مجد الدين سنة تسع وعشرين وسبعمائة بكازرون وتفقه ببلاده، وسمع بها من محمد بن يوسف الزرندي المدني صحيح البخاري وعلى بعض أصحاب الرشيد بن أبي القاسم، ونظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أن بهر وفاق