ومن شيوخه في الحديث بدمشق أبن أميلة وابن الهبل وابن أبي عمر صلاح الدين من أصحاب الفخر وجماعة من أصحاب التقى سليمان ومن بعدهم، ومن شيوخه في الفقه بمكة عمه أبو الفضل النويري، وبدمشق البهاء السبكي وقرأ عليه الحديث بمصر، والأذرعي بحلب، والبلقيني بمصر، ولازم شيخنا العراقي في الحديث وقد خرج له صاحبنا غرس الدين خليل معجماً عن شيوخه بالسماع والإجازة في مجلد وقد شرح هو قطعة من الحاوي، وله عدة ضوابط نظما ونثرا، وله أسئلة تدل على باع واسع في العلم، استدعى الجواب عنها من شيخنا البلقيني فأجابه عنها، وهي معروفة تلقب الأسئلة الملكية، ومن ضوابطه في المواطن التي يزوج فيها الحاكم، انشدها عنه رفيقه الحافظ برهان الدين بحلب وذكر إن شيخنا البلقيني لما سمعها أعجبه وبالغ في شكره لقوله فيها إسلام أم الفرع وهي لكافر:

عدم الولي وفقده ونكاحه ... وكذاك غيبة المسافر قاصر

وكذاك إغماء وحبس مانع ... أمة لمحجور توارى القادر

إحرامه وتعزز مع عضله ... إسلام أم الفرع وهي لكافر

وحدث بكثير من مروياته بالمسجد الحرام وقد سمعت منه وحدثني من لفظه، وهو أول شيخ سمعت الحديث بقراءته بمصر ي سنة ست وثمانين وقد ولي قضاء مكة سنة ثمانمائة - وعزل وأعيد مراراً، ومات وهو قاض في شهر رمضان وكان كثير العبادة والأوراد مع السمت الحسن والسكون والسلامة - رحمه الله تعالى.

محمد بن عزيز الواعظ، الحنفي، كان فاضلاً ذكياً، ولي مشيخة اليونسية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015