وفي ثامن رمضان نفي شرباش كباشة وأرغون إلى القدس، واستقر الطنبغا العثماني أتابك العساكر بالقاهرة بعد موت يلبغا الناصري وكان قد مات في حال رجوعهم من الشام.
وفي ثاني عشرة قبض على قجق وننبغا المظفري وتمنتمرءارق وسجنوا بالإسكندرية، وعزل الأموي عن قضاء المالكية وأعيد جمال الدين الأقفاصي، وقرر صماي في نيابة الإسكندرية، وأحضر ابن محب الدين وكان قد ظلم فيها وعسف في غيبة المؤيد، فوصل في آخر الشهر وقدم تقدمة قومت بخمسة عشر ألف دينار فخلع عليه وأعيد إلى الإستادارية، وكان ابن أبي الفرج قد هرب من حماة إلى بغداد لأمر بلغه من السلطان خاف منه على نفسه، فسد تقي الدين ابن أبي شاكر متعلقات الأستادارية في هذه المدة إلى هذا الغاية، وفيه ضيق على الخليفة المستعين وكان قد أفردت له في القلعة دار فأقام فيها هو وأهله وخدمه، ثم نقل إلى البرج الذي كان الظاهر برقوق سجن فيها والده الخليفة المتوكل، فأقام فيه في ضيق شديد إلى أن أخرجه في ذي الحجة من السنة المقبلة إلى الإسكندرية.
وفي خامس عشر رمضان استقر سودون القاضي حاجباً كبيراً عوضاً عن قجق واستقر قجقار القردمي أمير مجلس وجانبك الصوفي أمير سلاح عوضاً عن شاهين الأفرم بعد موته، واستقر تاني بك ميق رأس نوبة عوضاً عن جانبك الصوفي، واستقر كزل العجمي أمير جندار عوضاً عن شرباش كباشة، واستقر اقبائي الخازندار في الديودارية الكبرى عوضاً عن جاني بك الدويدار، وكان قد مات في هذا السفرة من سهم أصابه في حصار دمشق فضعف منه إلى أن مات بحمص.
وكان سعر الغلال في هذا الشهر من هذه السنة في غاية الرخص حتى كان ثمن كل