وأفتى ودرس، وعرض عليه حموه شهاب الدين الحسباني النيابة في الحكم فامتنع، مات في ذي القعدة بعلة الاستسقاء.
محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم بن محي جمال الدين المكي الحلوي - بفتح المهملة واللام الخفيفة - المعروف بابن العليف - بمهملة ولام وفاء مصغر - كان من مدينة حلي فنزل بمكة وتعانى النظم فمهر فيه وفاق أقرانه إلا أنه كان عريض الدعوى يحسب أن شعره يشبه شعر المتنبي وأبي تمام، ولد بحلي سنة 742 وتردد إلى مكة وسمع من العز بن جماعة وكان غاليا في التشييع، ومدح أمراء مكة وينبع ومدح أيضاً الإمام صلاح ابن علي صاحب صنعاء وملوك اليمن والحجاز، وانقطع إلى حسن بن عجلان، ومات في سابع شهر رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة، وذكر أنه رأى في النوم وهو صبي قائلاً يقول له: أنا نجي البحتري وأنا نجيك فقلت: الحمد لله ارتحلتك جذعا وارتحلتك بازلاً، ومن مدائحه في الناصر لدين الله صلاح بن علي بن محمد صاحب صنعاء:
جادك الغيث من طلول بوالي ... كبروج من النجوم خوالي
فقدت بيض إنسها فتساوى ... بيض أيامها وسود الليالي
قاسمتني وجدي بها فتساوى ... حالها بعد من أحب وحالي
ومن مديحها:
وترى الأرض إذا يهم بمغزا ... ته في رعدة وفي زلزال
فإذا أرسل الجنود عليها ... لعافات ترومه وتكال
قرأت سأل سائل بعذاب ... واقع في سهولها والجبال
وله فيه من اخرى:
يا وجه آل محمد في وقته ... لم يبق بعدك منهم إلا قفا