وقد أهمّتهم نفوسهم … فوجهوني إليك وانتظروا/
فلما سمع أبو عنان هذه الأبيات اهتز له وأذن له بالجلوس وقال له قبل أن يجلس: ما ترجع إليهم إلاّ بجميع طلباتهم وأفاض عليه من الإحسان شيئا كثيرا ثم أعاده بجميع ما طلبه فاستمر إلى أن ثار الريّس محمد وقتل رضوان ونصب إسماعيل بن السلطان أبي الحجاج في السلطنة فحبس الوزير لسان الدين المذكور وفر السلطان محمد إلى وادياش (?) فاستدعاه السلطان أبو سالم بن أبي الحسن وقد ملك بعد أخيه أبي عنان وبعث يشفع في لسان الدين بن الخطيب هذا فأفرج عنه وقدم مع سلطانه على أبي سالم بفاس فركب إلى لقائه وأجلسه بإزاء كرسيه وأنشده لسان الدين بن الخطيب قصيدته الرائية التي أولها:
سلا هل لديها من مخبرة ذكر (?)
فأجزل السلطان صلاته ثم سار لسان الدين إلى مرّاكش فأتحفه العمال بما يليق به ولما مر بسلا دخل مقبرة الملوك بشالّة (?) ووقف على قبر السلطان أبي الحسن وأنشده قصيدة منها:
إن بان منزله وشطت داره … قامت مقام عيانه أخباره
قسّم زمانك عبرة أو عبرة (?) … هذا ثراه وهذه آثاره