في الأدب وصار إماما بليغا في الشعر والترسل والإنشاء ومدح السلطان أبا الحجاج فأكثر من مدائحه فرقّاه في خدمته وجعله في ديوان الكتاب من تحت يد أبي الحسن ابن الجيّاب (?)، فلما مات ابن الجياب في طاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة ولاه السلطان أبو الحجاج رئاسة الكتاب والوزارة فصدرت عنه غرائب من الترسل في مكاتباته ملوك العدوة ثم داخله السلطان في تولية العمال على يده بالمال فجمع له بها أموال جمة وبلغ في الخصوصية ما لم يفته أحد قبله ثم وجّه في الرسالة إلى السلطان أبي عنان بفاس فلما مات السلطان أبو الحجاج قتيلا في سنة خمس وخمسين وسبعمائة وقام من بعده ابنه محمد و [لما] (?) قام رضوان واستبد بالدولة أفرد لسان الدين بن الخطيب هذا بوزارته كما كان لأبيه واتخذ لكتابه غيره ثم بعث به إلى السلطان أبي عنان مستمدا به على الطاغية فلما مثل بين يديه تقدم من قعد معه من الفقهاء واستأذن في الإنشاد فأذن له فأنشد:

خليفة الله ساعد القدر … علاك ما لاح في الدّجى قمر

ودافعت عنك كفّ قدرته … ما ليس يستطيع دفعه بشر

وجهك في النائبات بدر دجى … لنا وفي المحل كفك المطر

والناس طرا بأرض أندلس … لولاك ما وطنوا ولا عمروا

ومن به مذ وصلت حبلهم … ما جحدوا نعمة ولا كفروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015