سمع قاضي المارستان وابن الحسين وابن الطّيوري وغيرهم ومات يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين وخمسمائة، واتفق في ذا [ك] (?) العام أن حسام الدين أبا الهيجاء السمين الكردي وكان قدم بغداد وبعثه الخليفة إلى همذان فلم يتم له أمر فاستحيا أن يعود إليه وطلب الشام ونزل على تل فمرض فقال: ادفنوني فيه فحفروا له قبرا على رأس التل فظهرت بلاطة عليها اسم أبيه فدفنوه عليه.

ومن معاصري هذا الوزير الفقيه شهاب الدين الطوسي (?) مدرس منازل العز (?)، ولما قدم بغداد ركب بالسنجق والسيوف المسلّلة والغاشية المرفوعة والطوق في عنق البغلة فمنع من ذلك فسافر إلى مصر وأظهر مذهب الأشعري وثارت الحنابلة فجرى بينهم عجائب من السباب والتكفير وسئل: أيما أفضل دم الحسين أم دم الحلاّج؟ فاستعظم ذلك، وقال:

كيف يجوز أن يقال هذا؟! قطرة من دم الحسين أفضل من مائة ألف دم مثل دم الحلاّج. فقال السائل: فدم الحلاج كتب على الأرض (الله) ولا كذلك دم الحسين. فقال الطوسي: المتهم يحتاج إلى تزكية. وهو جواب في غاية الحسن في مثل هذا الموضع غير أنه لم يصح ما ذكر عن دم الحلاج.

وفي أيام هذا الوزير في شعبان سنة سبع وتسعين وخمسمائة جاءت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015