فكانت سبب حتفه لأن الخليفة قال: ما كتبوا هذه إلاّ وقد أهلك الحرث والنسل.
ثم مات في دار طاشتكين في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة وفتح له جامع القصر ومشى بين يديه أرباب الدولة ودفن بمقبرة موسى بن جعفر، وقيل: إنه ولي الوزارة ببركة دعاء الشيخ أبي علي الحسن بن مسلّم الفارسي (?) -نسبة إلى الفارسيّة بنهر عيسى (?) -كان من الأبدال لازما لطريق السلف أقام أربعين سنة لم يكلم أحدا من الناس وكان صائم الدهر، قائم الليل، يقرأ كل ليلة ختمة مع يومها، ذكره ابن الجوزي في كتابه (صفوة الصفوة) (?).
وكان زاهد زمانه تأوي إلى زوايته السّباع وكان الخليفة وأرباب الدولة، يمشون إلى زيارته.
وحكى عنه جماعة: أنه إذا خرج أحد من القرية ليلا إلى نهر عيسى لم تتعرض السّباع له، وأن فقيرا نام في الزاوية في ليلة باردة فاحتلم فنزل إلى النهر ليغتسل فجاء السّبع فنام على جبّته فكاد الفقير يموت من البرد والخوف فخرج الشيخ حسن وجاء إلى السبع وضربه بكمه. وقال:
يا مبارك قد قلنا لك لا تتعرض لضيفنا فقام السبع يهرول (?).