وقال آخرون: إن المكين القمي سعى به إلى الخليفة وقال إنه قد طمع في الخلافة ويقول إنه علوي ونحن أحق به فإنه (?) ينفذ الأموال إلى العجم في قواصر التمر إلى أهله بخراسان ليجندوا (?) العساكر ويقيموا ملكا يقصد بغداد، وقال آخرون: إنه اتفق مع ابن ساوا النصراني على قتل علاء الدين أيتامش مملوك الخليفة في هذه السنة ولما ظهر تجبره واستقلاله بالأمور هجاه أهل بغداد وكتبوا الأشعار وأوصلوها للخليفة، منها ما كتب يعقوب بن صابر المنجنيقي:
خليليّ قولا للخليفة أحمد … توقّ وقيت السوء ما أنت صانع
وزيرك هذا بين أمرين فيهما … صنيعك يا خير البرية ضائع
فإن كان حقا من سلالة حيدر … فهذا وزير في الخلافة طامع
وإن كان فيما يدّعي غير صادق … فأضيع ما كانت لديه الصنائع (?)
وجلس يوما في الديوان فوقعت بين يديه ورقة مختومة فلم يتجاسر على فتحها فبعث بها إلى الخليفة وكان فيها:
إن صحّ ما تزعم يا مدّعي … إلى نبيّ لست من نسله
لا قاتل الله يزيدا ولا … مدّ يد السوء إلى نعله
لأنه كان ذا قدرة … على اجتثاث العود من أصله
وإنما أبقاك أحدوثة … للناس كي يعذر في فعله (?)