إن من شيء إلا يسبح بحمدك ويقدِّس لك .. الرعدُ الرهيب .. والريح الغضوب والبحر والموج .. والشمس والقمرُ والنجوم .. كلُّ كبير وصغير .. يسبح لك .. ولك يخشع.
فلا جبلٌ إلا يمجِّد ربه … ولا ذرة إلا إلي الله تضرع
دقائقُ من صُنع الإله كأنها … مرايا جلالٍ بالبدائع لُمَّعَ
أسبح ربِّي مثل الطيور … وأهتف باسم إله كبير
أري كبرياءً بلون السماء … وومض النجوم وبعد المسير
وفي شفق مُشفِق كالجراح … يذكِّر من أبصروا بالسعير
وحين يساق السَّحابُ الجواد … ليحيي في الأرض موتي القبور
وفي الشمس لُفت بخدر الحياء … تنادي الأحبَّة َ عند البكور
وفي النّخل دانٍ بقنواته … وفي النحل يجمع حلو العبير
بصوت ترقرق بين الحصا … بكفِّ الحبيب البشير النذير
بدمعةِ فرح ٍ بليلٍ حزين … ببسمةِ طفلٍ طيب صغير
أبيع وربِّي منِّي اشتري … أبيع الحياة َ ولا أستشير
وأشهد خلقك أني عبدٌ … أحبَّ المليكَ العزيزَ الغفور
وأسلم عند لقاك الرحال … وألقي لديك عناءَ المسير