والعطاء والكرم والسخاء في مرضاة الله تعالى، وكأن هذه الشخصية العظيمة مراد الشاعر:
إني لتُطربني الخلال كريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاقِ
ويهزُّني ذكرُ المروءة والندى
بين الشمائل هِزةَ المشتاق
فإذا رُزِقتَ خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال، وذا
علم وذاك مكارم الأخلاق
ومن صفاته التي تحدثت عنها حلمه، وتواضعه، وسيادته وشرحت مفهوم صفة السيادة من خلال سيرة الحسن، وبأن السيادة لا تكون بالقهر وسفك الدماء، أو إهدار الأموال والحرمات، بل السيادة بصيانتها وإزالة البغضاء والشحناء، فصلحه وحقنه لدماء المسلمين بلغ فيه رضي الله عنه ذروة السيادة.
وعشت مع الحسن في حياته مع المجتمع، وكيف كان يرد على المعتقدات الفاسدة؟ ويهتم بقضاء حوائج الناس، ويغار على نسبه النبوي الشريف، ومعاملته لمن يسئ إليه، وحسن خلقه بين الناس، وبعده عن فضول الكلام، وتحدثت عن ثناء سادة المجتمع الإسلامي عليه، وجمعت جملة من أقواله وخطبه ومواعظه وشرحتها لكي نستفيد منها في حياتنا المعاصرة وأفردت مبحثاً عن أهم الشخصيات التي كانت حوله واخترت قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي، فهو أول ما بايع الحسن وهو من دهاة عصره، ومن أهم القيادات في جيش الحسن، وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب فهو من قادة جيوشه وولاة أبيه وقد تعرض في بعض كتب التاريخ للتشويه بالزور والبهتان ولذلك اخترته وبينت حقيقة مواقفه، ومن الشخصيات التي كانت حول الحسن ويعتبر من مستشاريه الكبار عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقد استشاره الحسن في الصلح مع معاوية، فشجعه ودفعه إلى ذلك، فقد رأيت أن أترجم لهذه الشخصيات المهمة، وهذا ينسجم مع منهجي في الدراسة الذي يهتم بسيرة الحسن وعصره والشخصيات المؤثرة فيه، ومن خلال دراسة هذه الشخصيات، يمكننا الوصول إلى بعض معالم روح ذلك العصر.