والتاريخ، وقد نقلت أقوال أهل العلم في الأصفهاني، وعدم ثقتهم فيه وتضعيفه واتهامه في نقله، وأثبت بالحجج والبراهين والدراسة العلمية أن هذا الكتاب لا يصلح أساساً كمصدر للعلم أو مرجعاً للبحث في الأدب والتاريخ، ولقد كان لهذا الكتاب أثر كبير في تشويه تاريخنا ولذلك وجب التحذير منه، ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل، كتاب نهج البلاغة، فهذا الكتاب مطعون في سنده ومتنه فقد جمع بعد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بثلاثة قرون ونصف بلا سند، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصاً فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج؟ وأما المتهم بوضع النهج فهو أخوه علي، وقد بينت أقوال العلماء في نهج البلاغة.
إن كتاب نهج البلاغة يجب الحذر منه في الحديث عن الصحابة ومن أراد الاستفادة منه فعليه أن يعرض المسائل العقائدية والأحكام الشرعية، وما يتعلق بالصحابة الكرام على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما وافق الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عند علماء المسلمين، فلا مانع من الاستئناس به وما خالف فلا يلتفت إليه، فكتاب الأغاني ونهج البلاغة وغيرها من الكتب الواهية لا يمكن لطالب علم يحترم الحقيقة العلمية والموضوعية والحيادية أن يعتمد عليها في البحث التاريخي الجاد الذي يراد به وجه الله تعالى.
هذا وقد تتبعت أهم صفات الحسن وحياته في المجتمع وأثبتت بأن شخصيته تعتبر شخصية قيادية فذّة وأنه رضي الله عنه اتصف بصفات القائد الرباني، فمن أهم الصفات التي أشرت إليها بعد نظره، واستيعابه للأحداث الجارية حوله، وقدرته على قيادة الجماهير، وعزيمة قوية في تنفيذ الأهداف المرسومة وقد اتضحت هذه الصفات عند حديثنا عن مشروعه الإصلاحي العظيم بالإضافة إلى بعض الصفات الأخرى. كالعلم بالكتاب والسنة، والعبادة الخاشعة، وزهده الكبير في السلطة وأمور الدنيا، وإنفاقه وكرمه وجوده وسخاؤه الذي لا يميز بين غني وفقير، أو صغير وكبير، أو قريب أو بعيد، فقد كانت نفسه مجبولة على البذل