سعيد بن العاص للصلاة على الحسن، لأنه كان واليًا على المدينة لمعاوية وقد اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع معاوية وقد ولى إمارة الكوفة لعثمان بن عفان وفيه يقول الفرزدق:
ترى الغُرّ (?) الجحاجح (?) من قريش ... إذا ما الأمر ذو الحدثان (?) عالا (?)
قيامًا ينظرون إلى سعيد ... كأنهم يرون به هلال (?)
وقد كان سعيد بن العاص أحد من ندبه عثمان لكتابة المصحف لفصاحته، وشبه لهجته بلهجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?)، ووقف أبو هريرة على مسجد رسول الله يبكى وينادى بأعلى صوته: يا أيها الناس مات اليوم حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابكوا (?)، وقد اجتمع الناس لجنازته، حتى ما كان البقيع يسع أحدًا من الزحام (?)، ولو طرحت إبرة ما وقعت إلا على رأس إنسان (?)، وقد كان الحسن رضى الله عنه، حليمًا ورعًا فاضلاً، دعاه ورعه إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، وقال عنه الذهبى: وكان هذا الإمام سيدًا وسيمًا، جميلاً عاقلاً، رزينًا، جوادًا، ممدَّحًا، خيرًا، دينًا، ورعًا، محتشمًا كبير الشأن (?)، فرحمة الله ورضوانه على هذا السيد الجليل وجمعنا الله به مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين. ففى سيرته عبرة لمن اعتبر، وتبصرة لمن أدَّكَر ورحم الله العلامة محمد إقبال إذ قال:
فى روض فاطمة نما غصنان لم ... ينجبهما من النيرات سواها
فأمير قافلة الجهاد وقطب دائرة ... الوئام والاتحاد ابناها