عائشة رفضت دفن الحسن بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبى بكر وعمر وقالت: لا يكون لهم رابع أبدًا، وإنه لبيتي أعطانيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى حياته، فإنه هذا لا يثبت وإسناده مظلم (?). وقد أثبت ابن تيمية بأن السيدة عائشة أذنت للحسن بأن يدفن فى حجرتها، ولكن كره ذلك ناس آخرون، ورأوا أن عثمان -رضى الله عنه- لما لم يدفن فيها فلا يدفن فيه غيره، وكادت تقوم فتنة (?)، وما تزعمه كتب التاريخ بأن أبان بن عثمان بن عفان قال: إن هذا لهو العجب العجاب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله وأبى بكر وعمر، ويدفن أمير المؤمنين المظلوم الشهيد ببقيع الغرقد (?)، فهذا إسناده ضعيف جدًا، وفى متنه نكارة (?)، وهناك روايات ذكرت اعتراض مروان بن الحكم على دفن الحسن بجانب النبى -صلى الله عليه وسلم- إلا أن أسانيدها ضعيفة، وقد ذكرها الدكتور محمد صامل السلمى فى تحقيقه لكتاب الطبقات (?)، وإنما الرواية الصحيحة فى هذا المقام هى ما رواه أبو حازم حيث قال: لما حضر الحسن، قال للحسين: ادفنونى عند أبى -يعنى النبى -صلى الله عليه وسلم-- إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنونى عند مقابر المسلمين، قال: فلما قبض تسلح الحسين وجمع مواليه، فقال أبو هريرة: أنشدك الله ووصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، قال: فلم يزل به حتى رجع. قال: ثم دفنوه فى بقيع الغرقد (?)، فقال أبو هريرة: أرأيتم لو جيء بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنع أكانوا قد ظلموه؟ (?) قال: فقالوا: نعم، قال: فهذا ابن نبى الله قد جيء به ليدفن مع أبيه (?)، وقد صلى على الحسن بن على سعيد بن العاص وكان يبكى، وكان مرضه الذى مات فيه أربعين يومًا (?)، وقد قدم الحسين بن على