ومن الأخبار الموضوعة التي تشابه تلك الأخبار ما رواه محمد بن سيرين، أن الحسن رضي الله عنه تزوج بامرأة فبعث لها صداقاً مائة جارية مع كل جارية ألف درهم (?). ويستبعد أن يعطي الحسن بن علي رضي الله عنه هذه الأموال الضخمة مهراً لإحدى زوجاته، فإن ذلك لون من ألوان الإسراف والتبذير وهو منهي عنه في الإسلام، فقد أمر بالاقتصار على مهر السنة، وسبب ذلك تسهيل أمر الزواج لئلا يكون فيه إرهاق وعسر على الناس، ومن المؤكد أن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا يخالف سنة جده صلى الله عليه وسلم ولا يسلك أي مسلك يتنافى مع شريعته، إن هذا الحديث وأمثاله من الموضوعات تؤيد وضع كثرة الأزواج، وتزيد في الافتعال وضوحاً وجلاءً وعلى أي حال، فليس هناك دليل يثبت كثرة أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه سوى تلكم الروايات، ونظراً لما ورد عليها من الطعون فلا تصلح دليلاً للإثبات (?)،

ولمعرفة كيف يستفيد الأعداء من الروايات الضعيفة والباطلة ننقل ما قاله المستشرق لامنس عن زواج الحسن بن علي رضي الله عنه، وألصق به التهم وطعن برجاله وحماته وقد كتب عن أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه ما نصه: ولما تجاوز ـ يعني الحسن ـ الشباب، وقد أنفق خير سني شبابه في الزواج والطلاق فأحصى له حوالي المائة زوجة، وألصقت به هذه الأخلاق السائبة لقب المطلاق، وأوقعت علياً في خصومات عنيفة وأثبت الحسن كذلك أنه مبذر كثير السرف، وقد خصص لكل من زوجاته مسكناً ذا خدم وحشم، وهكذا نرى كيف يبعثر المال أيام خلافة علي التي اشتد عليها الفقر (?).

لقد اعتمد المستشرق الانجليزي لامنس في قوله: إن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان كثير الزواج والطلاق على روايات موضوعة وآثار واهية وزاد عليها، لامنس، فذكر من البهتان والأكاذيب بما لم يقل به أحد غيره فقد قال:

1 ـ إنه ألقى أباه في خصومات عنيفة بسبب كثرة زواجه وطلاقه ولم يشر أحد ممن ترجم لأمير المؤمنين علي أو الحسن رضي الله عنهما إلى تلك الخصومات العنيفة التي زعمها المستشرق لامنس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015