وقد وَصَف ابنُ القيم - رحمه الله - محبةَ العبدِ لربه: أنها للقلْبِ مثل النور الباصِرِ للعَين (?)، فالعين إذا فقَدَت هذا النورَ تألَّمَت، وهذا تَمْثيل وإلاَّ فإنَّ الأمرَ أجلُّ من ذلك وأعظم، لأن القلب إنَِّما خُلِقَ لِهَذه الْمَحبة، فإذا فَقَدَهَا فهو مُعَذَّبٌ!.

وإذا فَهِمْنَا هذا كَمَا يَنبغي اتضحَ لنا فَهْمُ العُسْرِ واليسْرِ في الدِّين وأنه كما في المثل: " على نفْسِها تَجْنِي بَراقش "!.

كذلك يتضح لنا فَهْمُ اليسْرِ وأنه ما جاء به الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - دون تغيير ولاَ زِيادةٍ ولا نُقصَانٍ، وذلك في كلِّ زمَانٍ ومَكَانٍ.

وَلَمَّا ثَقُلَ على أكثر الناس الهجْرُ الديني والتغليظ على العُصَاةِ لأنَّ الجميعَ وَقَعَ في المخَالَفَات، فَمُقِلٌّ وَمُسْتكْثِرٌ لَجَئُوا إلى حِيَلٍ يَحتالونها على هذا الأمر العظيم لِيضْعِفُوه ويُوهِنوا جَانِبَه، بَل وليبلطوه بالكلية، فأحياناً يَنْسبون الغِلْظَةَ على العُصَاةِ لِلْغُلُوِّ والتشديد، وأحيانا لِطَبِيعَةِ الشخص ومزاجه وجهله، كذلك يستدلون بأدِلَّةٍ ليس لهم فيها حجة، ولا تدل على مقصودهم، ولاَ تخدم أغراضَهُم مثل قِصَّةِ الأعرابِي الذي بَالَ في المسجد (?)، أو قِصَّة الصَّحَابِي الذي تكلَّم في الصلاة (?)، أو اليهودي الذي زاره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015