ما كان أحسن قول النّاس يومئذ … أيوم بابك هذا أم هو العيد!
صيّرت جثّته جيدا لباسقة … جرداء، والرّأس منه ما له جيد
فآض تلعب هوج العاصفات به … على الطّريق صليبا طرفه عود
كأنّه شلو كبش والهواء له … تنوّر شاوية، والجذع سفّود
وهكذا ينبغى أن يطعن على أبيات أبى تمام من يستجيد هذه الأبيات ويفرط فى تقريظها؛ وليت من جهل شيئا عدل عن الخوض فيه والكلام عليه؛ فكان ذلك وأولى به. وأبيات أبى تمام فى نهاية القوّة وجودة المعانى والألفاظ وسلامة السّبك واطراد/ النسج، وأبيات ابن المهدى مضطربة الألفاظ، مختلفة النسج، متفاوتة الكلام؛ وما فيها شيء يجوز أن يوضع عليه اليد إلا قوله:
حتّى علا حيث لا ينحط مجتمعا … كما علا أبدا ما أورق العود
وبعده البيت الأخير وإن كان بارد الألفاظ.
وقد أحسن مسلم بن الوليد فى قوله:
ما زال يعنف بالنّعمى ويغمطها … حتى استقلّ به عود على عود (?)
نصبته حيث ترتاب الرياح به … وتحسد الطّير فيه أضبع البيد (?)
وللبحترىّ فى هذا المعنى من قصيدة يمدح بها أبا سعيد أو لها:
لا دمنة بلوى خبت ولا طلل … يردّ قولا على ذى لوعة يسل (?)
إن عزّ دمعك فى آي الرّسوم فلم … يصب عليها فعندى أدمع بلل
هل أنت يوما معيرى نظرة فترى … فى رمل يبرين عيرا سيرها رمل!
حثّوا النّوى بحداة ما لها وطن … غير النّوى، وجمال ما لها عقل