وله يذكر صلب بابك:

لمّا قضى رمضان منه قضاءه … شالت به الأيّام فى شوّال (?)

ما زال مغلول العزيمة سادرا … حتى غدا فى القيد والأغلال

مستبسلا للبأس طوقا من دم (?) … لما استبان فظاظة الخلخال

أهدى لمتن الجذع متنيه كذا … من عاف متن الأسمر العسّال (?)

لا كعب أسفل موضعا من كعبه … مع أنّه عن كلّ كعب عال

/ سام كأنّ العزّ يجذب ضبعه … وسموّه من ذلّة وسفال

متفرّغ أبدا وليس بفارغ … من لا سبيل له إلى الأشغال

قال سيدنا أدام الله علوّه: ومن عجيب الأمور أن أبا العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار ينشد هذه الأبيات المفرطة فى الحسن فى جملة مقابح أبى تمام، وما خرّجه- بزعمه- من سقطه وغلطه؛ ويقول فى عقبها: ولم يسمع بشعر وصف فيه مصلوب بأغثّ من هذا الوصف، وأين كان عن مثل إبراهيم بن المهدى يصف صلب بابك فى قصيدة يمدح بها المعتصم:

ما زال يعنف بالنّعمى فنفّرها … عنه الغموط، ووافته الأراصيد (?)

حتى علا حيث لا ينحطّ مجتمعا … كما علا أبدا ما أورق العود

يا بقعة ضربت فيها علاوته … وعينه، وذوت أغصانه الميد

بوركت أرضا وأوطانا مباركة … ما عنك فى الأرض للتّقديس تعريد

لو تقدر الأرض حجّتك البلاد فلا … يبقى على الأرض إلّا حجّ جلمود

لم يبك إبليس إلّا حين أبصره … فى زيّه، وهو فوق الفيل مصفود

كناقة النّحر تزهى تحت زينتها … وحدّ شفرتها للنّحر محدود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015