وقد روى أن الكميت بن زيد الأسدىّ لما عرض على الفرزدق أبياتا من قصيدته التى أولها:
أتصرم الحبل حبل البيض أم تصل … وكيف والشّيب فى فوديك مشتعل
لما عبأت لقوس المجد أسهمها … حيث الجدود على الأحساب تنتضل (?)
أحرزت من عشرها تسعا وواحدة … فلا العمى لك من رام ولا الشّلل (?)
الشّمس أدّتك إلّا أنّها امرأة … والبدر أدّاك إلّا أنه رجل (?)
حسده الفرزدق، فقال له: أنت خطيب، وإنما سلّم له الخطابة ليخرجه عن أسلوب الشعر. ولما بهره من حسن الأبيات وأفرط بها إعجابه، ولم يتمكن من دفع فضلها جملة عدل فى وصفها إلى معنى الخطابة (?).