[قال المرتضى رضى الله عنه]: روى أنه قيل للفرزدق: هل حسدت أحدا على شيء من الشعر؟ فقال: لا، لم أحسد على شيء منه إلّا ليلى الأخيلية فى قولها (?):
ومخرّق عنه القميص تخاله … بين البيوت من الحياء سقيما (?)
حتى إذا برز اللّواء رأيته … تحت اللّواء على الخميس زعيما (?)
لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف … لا ظالما أبدا ولا مظلوما (?)
- ويروى: «إن ظالما أبدا وإن مظلوما» -
على أننى قد قلت:
وركب كأنّ الريح تطلب عندهم … لها ترة من جذبها بالعصائب (?)
/ سروا يخبطون اللّيل وهى تلفّهم … إلى شعب الأكوار من كلّ جانب (?)
إذا أبصروا نارا يقولون ليتها … وقد خصرت أيديهم نار غالب (?)
وليس أبيات الفرزدق بدون أبيات ليلى، بل هى أجزل ألفاظا، وأشدّ أسرا، إلا أن أبيات ليلى أطبع وأنصع؛ وقد كان الفرزدق مشهورا بالحسد على الشعر والاستكثار لقليله والإفراط فى استحسان مستحسنه.