ذكر ضيفا عوى بالليل والصّدى من الجبل يجيبه؛ فذلك معنى قوله: «بصوت واحد»، وقوله: «فأجابه مناد/ بلا صوت»، يعنى نارا رفعها له فرأى سناها فقصدها، والآخر الصّيت الكلب، لأنه أجاب دعواه.
ومثله:
وسارى ظلام مقفعلّ وهبوة … دعوت بضوء ساطع فاهتدى ليا
يعنى نارا رفعها ليقصده طرّاق الليل. والمقفعلّ: المنتفض (?) من شدة البرد.
وأنشد محمد بن يزيد:
ومستنبح تهوى مساقط رأسه … إلى كلّ شخص فهو للصّوت أصور (?)
حبيب إلى كلب الكرام مناخه … بغيض إلى الكوماء، والكلب أعذر (?)
دعته بغير اسم: هلمّ إلى القرى … فأسرى يبوع الأرض شقراء تزهر
معنى «أصور» مائل؛ أراد أنه يميل رأسه إلى كلّ شخص يتخيل له يظنه إنسانا.
ومعنى: «حبيب إلى قلب الكرام» المعنى الّذي تقدم
ومعنى: «بغيض إلى الكوماء» إلى الناقة لأنها تنحر له.
وقوله: «دعته شقراء بغير اسم» يعنى نارا رأى ضوأها فقصدها؛ فكأنها دعته.
وقال ابن هرمة وقد نزل به ضيف:
فقلت لقينىّ ارفعاها وحرّقا … لعلّ سنا نارى بآخر تهتف (?)
وفى معنى قوله: «بغيض إلى الكوماء» قول بعض الشعراء يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله:
وأبيك حيرا إنّ إبل محمّد … عزل تناوح أن تهبّ شمال