فكأن الرياح درست الربع ومحته إلّا ما أجدّته هذه الأثافىّ من الرماد، ومنعت الريح منه، ويجرى ذلك مجرى قول المخبّل:

إلّا رمادا هامدا ... … البيت ...

وقال المرار الفقعسيّ فى الأثافىّ:

أثر الوقود على جوانبها … بخدودهنّ كأنّه لطم

ويقال إن أبا تمام الطائىّ أخذ ذلك فى قوله:

قفوا نعط المنازل من عيون … لها فى الشّوق أحساء غزار (?)

عفت آياتهنّ، وأىّ ربع … يكون له على الزّمن الخيار!

/ أثاف كالخدود لطمن حزنا … ونؤي مثل ما انفصم السّوار

وقد عاب عليه قوله: «لطمن حزنا» بعض من لا معرفة له، وقال: لا فائدة فى قوله «حزنا»، ولذلك فائدة؛ وذلك أنّ لطم الحزن يكون أوجع وأبلغ، فتأثيره أظهر وأبين؛ وقد يكون اللطم لغير الحزن؛ فأما قوله.

* ونؤي مثل ما انفصم السوار*

فمأخوذ من قول الشاعر:

نؤي كما نقص الهلال محاقه (?) … أو مثلما فصم السّوار المعصم

وقد شبّه الناس النّؤى بالسوار والخلخال كثيرا، وبغير ذلك، قال كثيّر:

عرفت لسعدى بعد عشرين حجّة … بها درس نؤي فى المحلّة منحن (?)

قديم كوقف العاج ثبّت حوله … مغارز أوتاد برضم موضّن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015