وقال ذو الرّمة:
فلم يبق إلّا أن ترى فى محلّه … رمادا نحت عنه السيول جنادله (?)
/ كأنّ الحمام الورق فى الدّار وقّعت (?) … على حرق بين الظّئور جوازله
شبه الأثافىّ بالحمام الورق؛ وجعلها ظئورا لتعطّفها على الرماد؛ وشبه الرّماد بفرخ حرق قد سقط ريشه. والجوازل: الفراخ. واحدها جوزل.
وقال البعيث:
ألا حييّا الرّبع القواء وسلّما … ورسما كجثمان الحمامة أدهما
قيل إن الحمام هاهنا القطاة؛ وإنه شبّه ألوان الرسوم من الرّماد، وموقد نار، ودمنة، ومجرّ طنب، وما أشبه هذه الأشياء بألوان ريش قطاة.
ومثله لجرير:
كأنّ رسوم الدّار ريش حمامة … محاها البلى واستعجمت أن تكلّما (?)
ولقد أحسن كلّ الإحسان كثيّر فى قوله:
أمن القيلة بالدّخول رسوم … وبحومل طلل يلوح قديم (?)
لعب الرّياح برسمه فأجدّه … جون عواكف فى الرّماد جثوم
سفع الخدود كأنّهنّ وقد مضت … حجج عوائد بينهنّ سقيم
وقيل فى قوله: «فأجدّه جون عواكف» يعنى الأثافىّ، لأن الريح لما كشفت عنها، وظهرت صارت هى كأنها أجدّت الرّسم. ويحتمل وجه آخر، وهو أن يكون معنى «أجدّت» أنّها حمت الرماد الّذي أحاطت به عن لعب الرّياح، فبقى بحاله يستدلّ به المترسم (?)،