به، ثم ذهبت لأصنع معاذيرى لما كان من خلافى على الحجّاج مع عبد الرحمن بن محمد الأشعث فقال: مه! فإنا لا نحتاج إلى هذا المنطق، ولا تراه منّا فى قول ولا فعل حتى تفارقنا. ثم أقبل عليّ فقال: ما تقول فى النابغة؟ قلت: يا أمير المؤمنين، قد فضّله عمر بن الخطاب/ فى غير موطن على جميع الشعراء، وذلك أنّه خرج يوما وببابه وفد غطفان، فقال: يا معاشر غطفان، أىّ شعرائكم الّذي يقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة … وليس وراء الله للمرء مذهب (?)
لئن كنت قد بلّغت عنّى خيانة … لمبلغك الواشى أغشّ وأكذب
ولست بمستبق أخا لا تلمّه … على شعث، أىّ الرّجال المهذّب!
قالوا: النابغة، قال: فأيّكم الّذي يقول:
فإنك كاللّيل الّذي هو مدركى … وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع (?)
خطاطيف حجن فى حبال متينة … تمدّ بها أيد إليك نوازع (?)
قالوا: النابغة، قال: أيّكم الّذي يقول:
إلى ابن محرّق أعملت نفسى … وراحلتى وقد هدت العيون (?)
أتيتك عاريا خلقا ثيابى … على خوف تظنّ بى الظّنون
فألفيت الأمانة لم تخنها … كذلك كان نوح لا يخون
قالوا: النابغة، قال: هذا أشعر شعرائكم.