أى لم يجبه.
قال سيدنا أدام الله علوّه: وإذ كنا قد ذكرنا فى المجالس المتقدمة لهذا المجلس طرفا من الشعر فى تفضيل الشيب
وتقديمه، والتعزّى عنه، والتسلّى عن نزوله؛ فنحن متبعوه بطرف مما قيل فى ذمّه والتألم به والجزع منه.
فمن ذلك قول أبى حيّة النميرىّ:
/ ترحّل بالشّباب الشّيب عنّا … فليت الشّيب كان به الرّحيل (?)
وقد كان الشباب لنا خليلا … فقد قضى مآربه الخليل
لعمر أبى الشباب لقد تولّى … حميدا ما يراد به بديل (?)
إذ الأيام مقبلة علينا … وظلّ أراكة الدّنيا ظليل
وقال الفرزدق:
أرى الدّهر، أيام المشيب أمره … علينا، وأيام الشباب أطايبه (?)
وفى الشيب لذّات وقرّة أعين … ومن قبله عيش تعلّل جاد به (?)
إذا نازل الشّيب الشباب فأصلتا … بسيفيهما، فالشّيب لا بدّ غالبه
فيا خير مهزوم، ويا شرّ هازم … إذا الشّيب وافت للشّباب كتائبه
وليس شباب بعد شيب براجع … مدى الدّهر حتى يرجع الدّرّ حالبه
وما المرء منفوعا بتجريب واعظ … إذا لم تعظه نفسه وتجاربه
وأنشد إسحاق الموصلىّ: