* فمن رأى النيل رأى العين من كثب*
ومن رأى النيل فى السفن فقد رآه من كثب، ومن رأى ماءه فى الآنية على بعد لا يكون رائيا له من كثب.
فأما مدح الشيب وتفضيله على الشباب فقد قال فيه الناس فأكثروا؛ فمما تقدم من ذلك قول رؤبة بن العجّاج؛ ويقال إن رؤبة لم يقل من القصيدة إلا هذين البيتين:
أيّها الشّامت المعيّر بالشّي … ب أقلّنّ بالشّباب افتخارا
قد لبست الشّباب غضّا جديدا … فوجدت الشّباب ثوبا معارا
ولعلىّ بن جبلة:
جفا طرب الفتيان وهو طروب … وأعقبه قرب الشّباب مشيب
تجافت عيون البيض عنه، وربّما … مددن إليه الوصل وهو حبيب
لعمرى لنعم الصّاحب الشّيب واعظا … وإن كان منه للعيون نكوب
خليط نهى، منتاب حلم؛ وإنّه … على ذاك مكروه الخلاط مريب
ولآخر:
وتنكّرت شيبى فقلت لها: … ليس المشيب بناقص عمرى
سيّان شيبى والشّباب إذا … ما كنت من عمرى على قدر
ولآخر:
إن أكن قد رزئت أسود كالفح … م وأعقبت مثل لون الثّغامة (?)
فلقد أسعف الكريم وأحبو … أهله بالنّدى وآبى الظّلامه