أشلى على منويل أطراف القنا … فنجا عتيق عتيقة جرداء (?)

ولو أنّه أبطأ لهنّ هنيهة … لصدرن عنه، وهنّ غير ظماء

فلئن تبقّاه القضاء لوقته … فلقد عممت جنوده بفناء

وأظنه أخذ هذا المعنى من قول أبى تمام فى قصيدة يمدح بها المعتصم، ويذكر فتح الخرميّة (?).

لولا الظّلام وقلّة علقوا بها … باتت رقابهم بغير قلال (?)

فليشكروا جنح الظّلام ودروزا … فهم لدروز والظلام موالى (?)

وقد أخطأ الصولىّ فى تفسير بيت أبى نواس بأن البواقيل سفن صغار؛ لأن البواقيل جمع بوقال؛ وهو آلة على هيئة الكوز معروفة؛ تعمل من الزجاج وغيره؛ وهذا مثل قول ابن الرومىّ:

* أمرّ به فى الكوز مرّ المجانب*

وإنما أراد أننى لا أمرّ بماء النيل إلا إذا أردت شربه فى كوز أو بوقال.

وأظن الصولىّ استمر عليه الوهم من جهة قوله: «فما أرى النيل» وصرف ذلك إلى أنه أراد النيل على الحقيقة؛ وإنما أراد ماء النيل؛ وما علمت أن السفن الصغار يقال لها بواقيل إلا من قول الصولىّ، هذا ولو كان ما ذكره صحيحا من أنّ ذلك اسم لصغار السفن لكان بيت أبي نواس بما ذكرناه أشبه/ وأليق وأدخل فى معنى الشعر؛ وكيف تدخل الشّبهة فى ذلك مع قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015