صدمت بهم صهب العثانين دونهم … ضراب كإيقاد اللّظى المتسعّر
يسوقون أسطولا كأنّ سفينه … سحائب صيف؛ من جهام وممطر (?)
كأنّ ضجيج البحر بين رماحهم … إذا اختلفت ترجيع عود مجرجر (?)
تقارب من زحفيهم فكأنّما … تؤلّف من أعناق وحش منفّر
فما رمت حتى أجلت الحرب عن طلى … مقصّصة فيهم، وهام مطيّر (?)
على حين لا نقع تطوّحه الصّبا … ولا أرض تلقى للصّريع المقطّر (?)
وكنت ابن كسرى قبل ذاك وبعده … مليّا بأن توهى صفاة ابن قيصر
/ جدحت له الموت الذّعاف فعافه … وطار على ألواح شطب مسمّر (?)
مضى وهو مولى الرّيح يشكر فضلها … عليه، ومن يولى الصّنيعة يشكر
قال: فاستجاد المكتفى قوله:
* على حين لا نقع تطوّحه الصّبا*
فقال له يحيى بن على: أنشدنى ابن الرومى شعرا له فى هذا المعنى:
ولم أتعلّم قطّ من ذى سباحة … سوى الغوص، والمضعوف غير مغالب (?)
ولم لا؟ ولو ألقيت فيها وصخرة … لوافيت منها القعر أوّل راسب
وأيسر إشفاقى من الماء أنّنى … أمرّ به فى الكوز مرّ المجانب
وأخشى الرّدى منه على كلّ شارب … فكيف بأمنيه على كلّ راكب!