وممن شبه سرعة أيدى الإبل بأيدى النوائح كعب بن زهير فقال (?):
كأنّ أوب ذراعيها إذا عرقت … وقد تلفّع بالقور العساقيل (?)
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت … أرق الجنادب يركضن الحصى: قيلوا (?)
شدّ النهار ذراعا عيطل نصف … قامت فجاوبها نكد مثاكيل (?)
نوّاحة رخوة الضّبعين ليس لها … لمّا نعى بكرها النّاعون معقول (?)
العساقيل: أوائل السّراب؛ ولا واحد لها من لفظها. وأخبر أنّ ناقته فى شدّة الحر واتقاد الظهيرة تمرح فى سيرها وتتذرع بيديها؛ وشبه ذراعيها بذراعى امرأة نصف تنوح على ابنها، وقد نعى إليها؛ فهى تشير بيديها وتوالى تحريكهما. والعيطل: الطويلة العنق، وجعلها نصفا لأنها قد كادت تيأس من الولد فهى أشد لحزنها على ابنها وتفجّعها عليه، والقور: جمع قارة وهى ما ارتفع واستدار من الرمل؛ وأراد أن يقول: كما تلفعت القور بالعساقيل، فلم يمكنه فقلب.