شبّه ذراعيها وهى تتذرع فى مشيها (?) بذراعى امرأة مدلّة على أهلها ببراءة ساحتها، وقد حكى عنها ابن ضرتها كلاما أهجر فيه؛ أى أفحش، فهى ترفع يديها وتضعهما تعتذر وتحلف وتنضح عن نفسها.
وقد قيل إن معنى قوله: «مدلّة» أنها تدلّ بحسن ذراعيها، فهى تدمن إظهارهما لترى (?) حسنهما.
وقوله: «بعيد السّباب» أى فى عقيب المسابّة قامت تعتذر إلى الناس؛ وقوم يروونه «بعيد الشباب»؛ ومعنى هذه الرواية أنها نصف من النساء، فهى أقوم بحجتها من الحدثة الغرّة؛ ويشهد لهذه الرّواية الأخيرة قول الآخر:
كأنّ يديها حين يقلق ضفرها … يدا نصف غيرى تعذّر من جرم (?)
و/ قوله: «حين يقلق ضفرها» فيه سرّ وفائدة؛ لأنّ الضّفر هو الأنساع (?)؛ وإنما تقلق إذا جهدها السير فضمرت، فكأنه وصفها بالتذرّع والنشاط مع الجهد والكلال؛ ومثله:
كأنّ ذراعيها ذراعا بذيّة … مفجّعة لاقت ضرائر عن عفر (?)
سمعن لها واستعجلت فى كلامها … فلا شيء يفرى باليدين كما تفرى (?)
ويقاربه قول الآخر:
ألا هل تبلغنّيهم … على اللّأواء والظّنّه
وآة لحصى المعزا … ء فى أخفافها رنّه (?)
إذا ما عسفت قلت … حماة فاضحت كنّه (?)