وأحسن من هذا كلّه وأشبه بالمدح، وأدخل فى طريقته قول البحترىّ:

من شاكر عنّى الخليفة بالذّي … أولاه من طول ومن إحسان (?)

ملأت يداه يدى وشرّد جوده … بخلى، فأفقرنى كما أغنانى

حتى لقد أفضلت من إفضاله … ورأيت نهج الجود حيث أرانى

ووثقت بالخلف الجميل معجّلا … منه، فأعطيت الّذي أعطانى

ومن هذا قول الآخر:

رأيت الندى فى آل عوف خليقة … إذا كان فى قوم سواهم تخلّقا

ولو جزت فى أبياتهم (?) لتعلّمت … يداك النّدى منهم فأصبحت مملقا

ولابن الرومىّ:

يجود البخيل إذا ما رآك … ويسطو الجبان إذا عاينك

فأما قوله:

وأحواض عزّ حومة الموت دونها … وأحواض عرف ليس عنهنّ ذائد

فيشبه أن يكون إبراهيم بن العباس الصولىّ أخذه فى قوله:

لنا إبل كوم يضيق بها الفضا … وتفترّ عنها أرضها وسماؤها (?)

فمن دونها أن تستباح دماؤنا … ومن دوننا أن تستباح دماؤها

حمى وقرى فالموت دون مرامها … وأيسر خطب عند حقّ فناؤها

وقد أحسن إبراهيم بن العباس فى أبياته كل الإحسان.

فأما قوله:

يكون غرارا نومه من حذاره … على قبّة الإسلام والخلق راقد

/ فكثير متداول، ومن حسنه قول محمد بن عبد الملك الزيات:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015